وزيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من أفضل الأعمال من جنسها؛ فزيارة فيها سلام عليه، وحقه - صلى الله عليه وسلم - أعظم من غيره.
وأما من حيث التذكير بالآخرة؛ فلا فرق بين قبره وقبر غيره.
السادسة: حثه على النافلة في البيت، تؤخذ من قوله: (ولا تجعلوا بيوتكم قبورا) ، سبق أن فيها معنيين:
المعنى الأول: أن لا يقبر في البيت، وهذا ظاهر الجملة.
الثاني: الذي هو من لازم المعنى أن لا تترك الصلاة فيها.
السابعة: أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة، تؤخذ من قوله: (لا تجعلوا بيوتكم قبورا) ؛ لأن المعنى: لا تجعلوها قبورا، أي: لا تتركوا الصلاة فيها على أحد الوجهين؛ فكأنه من المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلى فيها.
الثامنة: تعليل ذلك بأن الصلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعد؛ فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب، أي: كونه نهى - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل قبره عيدا، العلة في ذلك: أن الصلاة تبلغه حيث كان الإنسان فلا حاجة إلى أن يأتي إلى قبره، ولهذا نسلم ونصلى عليه في أي مكان؛ فيبلغه السلام والصلاة.
ولهذا قال علي بن الحسين: (ما أنت ومن في الأندلس إلا سواء) .
التاسعة: كونه - صلى الله عليه وسلم - في البرزخ تعرض أعمال أمته في الصلاة وسلام عليه، أي: فقط فكل من صلى عليه أو سلم عرضت عليه صلاته وتسليمه، ويؤخذ من قوله: (فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم) .