فهرس الكتاب
الصفحة 539 من 1408

فاختاره لأجل بركته، ولكنه لم يعبد إلا الله -جل وعلا- ومع ذلك لعن النبي -عليه الصلاة والسلام- ذلك الصنف الذين يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.

قوله: (( فيمن عبد الله ) )يعني: أنه لم يشرك بالله، بل عَبَدَ الله وَحَّدَه، بأن صلى لله مخلصا، أو دعا لله مخلصا، أو تضرع واستغاث، واستعاذ بالله -جل وعلا- مخلصا.

لكنه تحرى إيقاع هذه العبادات عند قبر رجل الصالح لأجل البركة والرجل الصالح -كما سبق أن ذكرنا- هو المقتصد الذي أتى بالواجبات وابتعد عن المحرمات، أو السابق بالخيرات، وهو أعلى درجة، فالصالحون من الرجال والنساء مقامات: { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ الله } (آل عمران: من الآية163) وبعض أهل العلم يعبر في تعريف الرجل الصالح بقوله: الصالح من عباد الله هو: القائم بحقوق الله ، القائم بحقوق عباده، وهذا تعبير صحيح؛ ولأن المقتصد قائم بحقوق الله ، قائم بحقوق عباده، أتى بالواجبات، وانتهى عن المحرمات.

وأعظم منه درجة السابق بالخيرات، فأهل السبق بالخيرات من العباد، لا يجوز أن تعظم قبورهم، وأن يغلى فيها بظن أن البقعة التي حول قبورهم بقعة مباركة، فإن هذا الفعل قد جاء فيه الوعيد الذي سيأتي في هذا الباب وغلظ -عليه الصلاة والسلام- فيه على فاعله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام