فهرس الكتاب
الصفحة 355 من 1408

قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأما ما نذر لغير الله كالنذر للأصنام والشمس والقمر والقبور ونحو ذلك، فهو بمنزلة أن يحلف بغير الله من المخلوقات. والحالف بالمخلوقات لا وفاء عليه ولا كفارة، وكذلك الناذر للمخلوقات. فإن كلاهما شرك. والشرك ليس له حرمة، بل عليه أن يستغفر الله من هذا ويقول ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم:"من حلف وقال في حلفه: واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله" (1) .

وقال فيمن نذر للقبور أو نحوها دهناً لتنور به ويقول: إنها تقبل النذر كما يقوله بعض الضالين: وهذا النذر معصية باتفاق المسلمين لا يجوز الوفاء به وكذلك إذا نذر مالاً للسدنة أو المجاورين العاكفين بتلك البقعة. فإن فيهم شبهاً من السدنة التي كانت عند اللات والعزى ومناة، يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله . والمجاورون هناك فيهم شبه من الذين قال فيهم الخليل - عليه السلام:"ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون"والذين اجتاز بهم موسى - عليه السلام - وقومه، قال تعالى: ' 7: 138 '"وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم"فالنذر لأولئك السدنة والمجاورين في هذه البقاع نذر معصية. وفيه شبه من النذر لسدنة الصلبان والمجاورين عندها، أو لسدنة الأبداد في الهند والمجاورين عندها.

(1) البخاري، كتاب الايمان والنذور: ،حديث (6650) باب لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت ،ومسلم، كتاب الايمان:حديث (1647) ، (5) : باب من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله من حديث عائشة رضي الله عنها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام