فهرس الكتاب
الصفحة 341 من 1408

الإرصاد لمن حارب الله ورسوله يقال: إن رجلاً ذهب إلى الشام، وهو أبو عامر الفاسق، وكان بينه وبين المنافقين الذين اتخذوا المسجد مراسلات، فاتخذوا هذا المسجد بتوجيهات منه، فيجتمعون فيه لتقرير ما يريدونه من المكر والخديعة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، قال الله تعالى: { وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى } [التوبة: 107] ، فهذه سنة المنافقين: الأيمان الكاذبة.

{ إن } : نافية، بدليل وقوع الاستثناء بعدها، أي: ما أردنا إلا الحسنى، والجواب على هذا اليمين الكاذب: { والله يشهد إنهم لكاذبون } [التوبة: 107] . فشهد الله تعالى على كذبهم، لأن ما يسرونه في قلوبهم ولا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب، فكأن هذا المضمر في قلوبهم بالنسبة إلى الله أمر مشهود يرى بالعين كما قال الله تعالى في سورة المنافقين: { والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } [المنافقون: 1] .

وقوله: { لا تقم فيه } ، لا: ناهية وتقم: مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون، وحذفت الواو، لأنه سكن آخره، والواو ساكنة، فحذفت تخلصاً من التقاء الساكنين.

قوله: { أبداً } إشارة إلى أن هذا المسجد سيبقى مسجد نفاق.

قوله: { لمسجد أسس على التقوى } ، اللام: للابتداء، ومسجد: مبتدأ، وخبره: قول الله { أحق أن تقوم فيه } ، وفي هذا التنكير تعظيم للمسجد، بدليل

قوله: { أسس على التقوى } ، اللام: للابتداء، ومسجد: مبتدأ، بدليل قوله: { أسس على التقوى } [التوبة: 109] ، أي: جعلت التقوى أساساً له، فقام عليه. وهذه الأحقية ليست على بابها، وهو أن اسم التفضيل يدل على مفضل ومفضل عليه اشتركا في أصل الوصف، لأنه هنا لا حق لمسجد الضرار أن يقام فيه، وهذا)أعني: كون الطرف المفضل عليه ليس فيه شيء من الأصل الذي وقع فيه التفضيل(موجود في القرآن كثيراً، كقوله تعالى: { أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً } [الفرقان: 24] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام