فهرس الكتاب
الصفحة 340 من 1408

وصورة المسألة أن يوجد مكان يذبح فيه لغير الله كمكان عند قبر، أو عند مشهد، أو عند مكان معظم، واعتاد المشركون التقرب بالذبائح لأصنامهم وأوثانهم في هذا المكان، فإذا كانوا يتقربون في هذا المكان للقبر، أو نحوه، ويذبحون لصاحبه يعني: من أجله، فإنه لا يحل أن يذبح المسلم الموحد في هذا المكان، ولو ذبحه خالصا لله -- عز وجل --؛ لأنه يكون قد شابه أولئك المشركين في تعظيم الأمكنة التي يتعبدون فيها بأنواع العبادات، التي يصرفونها لغير الله -جلا وعلا-.

فالذبح لله وحده وإن كان خالصاً له إن كان في المكان الذي يتقرب فيه لغير الله فإنه لا يحل، ولا يجوز بل هو من وسائل الشرك، ومما يغري بتعظيم ذلك المكان، وحكمه أنه محرم، ووسيلة من وسائل الشرك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقول الله تعالى { لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } (التوبة: 108)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(ق) : قوله: { لا تقم فيه } ، ضمير الغيبة يعود إلى مسجد الضرار، حيث بني على نية فاسدة، قال تعالى: { والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله } [التوبة: 107] ، والمتخذون هم المنافقون، وغرضهم من ذلك:

مضارة مسجد قباء: ولهذا يسمى مسجد الضرار.

الكفر بالله: لأنه يقرر فيه الكفر - والعياذ بالله -، لأن الذين اتخذوه هم المنافقون.

التفريق بين المؤمنين: فبدلاً من أن يصلى في مسجد قباء صف أو صفان يصلى فيه نصف صف، والباقون في المسجد الآخر، والشرع له نظر في اجتماع المؤمنين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام