قوله: (فاستق لنا ربك) . أي: اطلب من الله أن يسقينا، وهذا لا بأس به، لأن طلب الدعاء ممن ترجى أجابته من وسائل إجابة الدعاء.
قوله: (نستشفع بالله عليك) : أي: نجعله واسطة بيننا وبينك لتدعو الله لنا، وهذا يقتضي أنه جعل مرتبة الله في مرتبة أدنى من مرتبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. قوله: (ونستشفع بك على الله ) أي: نطلب منك أن تكون شافعا لنا عند الله ، فتدعو الله لنا، وهذا صحيح.
قوله: (سبحان الله ، سبحان الله ) . قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعظاما لهذا القول، وإنكارا له، وتنزيها لله - - عز وجل - - عما لا يليق به من جعله شافعا بين الخلق وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
و (سبحان) : اسم مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق من سبح يسبح تسبيحا، وإذا جاءت الكلمة بمعنى المصدر وليس فيها حروفه، فهي اسم مصدر، مثل: كلام اسم مصدر كلم والمصدر تكليم، ومثل سلام اسم المصدر سلم والمصدر تسليم.
(وسبحان) : مفعول مطلق، وهو لازم النصب وحذف العامل أيضا، فلا يأتي مع الفعل، فلا تقول: سبحت الله سبحانا إلا نادرا في الشعر ونحوه.
والتسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به من نقص، أو عيب، أو مماثلة للمخلوق، أو ما أشبه ذلك.
وإن شئت أدخل مماثلة المخلوق مع النقص والعيب، لأن مماثلة الناقص نقص، بل مقارنة الكامل بالناقص تجعله ناقصا، كما قال الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره…… إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
قوله: (فما زال) . إذا دخلت (ما) على زال الذي مضارعها يزال، صار النفي إثباتاً مفيداً للاستمرار، كقوله تعالى: { فما زالت تلك دعواهم.. } الآية [الأنبياء: 15] ، وكقوله تعالى في المضارع: { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } [هود: 118، 119] .
وجملة (يسبح) : خبر زال.