فهرس الكتاب
الصفحة 1315 من 1408

فقوله { وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ } (المائدة: من الآية89) هذا إيجاب لأن يحفظ العبد يمينه، فلا يحلف عاقدا اليمين إلا على أمر شرعي بيِّن، أما أن يحلف دائما ويجعل الله -جل وعلا- في يمينه فهذا ليس من تعظيم أسماء الله -- جل جلاله --.

(ق) : الحلف: هو اليمين والقسم، وهو تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة بأحد حروف القسم، وهي: الباء والواو، والتاء.

ومناسبة الباب لكتاب التوحيد:

أن كثرة الحلف بالله يدل على أنه ليس في قلب الحالف من تعظيم الله ما يقتضي هيبة الحلف بالله، وتعظيم الله تعالى من تمام التوحيد.

وقوله الله تعالى { وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ } (المائدة: من الآية89)

قوله تعالى: { وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ } (المائدة: من الآية89) . هذه الآية ذكرها الله في سياق كفارة اليمين، وكل يمين لها ابتداء وانتهاء ووسط، فالابتداء الحلف، والانتهاء الكفارة، والوسط الحنث، وهو أن يفعل ما حلف على تركه، أو يترك ما حلف على فعله، وعلى هذا كل يمين على شيء ماض فلا حنث فيه، وما لا حنث فيه فلا كفارة فيه، لكن إن كان صادقاً، فقد بر، وإلا، فهو آثم، لأن الكفارة لا تكون إلا على شيء مستقبل.

(ف) : قال ابن جرير لا تتركوها بغير تكفير. وذكر غيره من المفسرين عن ابن عباس يريد لا تحلفوا. وقال آخرون: احفظوا أيمانكم عن الحنث فلا تحنثوا. والمصنف أراد من الآية المعنى الذي ذكره ابن عباس، فإن القولين متلازمان، فيلزم من كثرة الحلف كثرة الحنث مع ما يدل عليه من الإستخفاف، وعدم التعظيم لله، وغير ذلك مما ينافى كمال التوحيد الواجب أو عدمه.

(ق) : وهل يجوز أن يحلف على ما في ظنه؟

الجواب: نعم، ولذلك أدلة كثيرة، منها قول المجامع في نهار رمضان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم: (والله، ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني) .

لكن إن حلفت على مستقبل بناء على غلبة الظن ولم يحصل، فقيل: تلزمك كفارة، وقيل: لا تلزمك، وهو الصحيح، كما لو حلفت على ماض.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام