فهرس الكتاب
الصفحة 1242 من 1408

وتصريفها من آيات الله - عز وجل - فأحيانا تكون شديدة تقلع الأشجار وتهدم البيوت وتدفن الزروع ويحصل معها فيضانات عظيمة، وأحيانا تكون هادئة، وأحيانا تكون باردة، وأحيانا حارة، وأحيانا عالية، وأحيانا نازلة، كل هذا بقضاء الله وقدره، ولو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يصرفوا الريح عن جهتها التي جعلها الله عليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولو اجتمعت جميع المكائن العالمية النفاثة لتوجد هذه الريح الشديدة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ولكن الله - - عز وجل - - بقدرته يصرفها كيف يشاء وعلى ما يريد، فهل يحق للمسلم أن يسب هذه الريح؟

الجواب: لا، لأن هذه الريح مسخرة مدبرة، وكما أن الشمس أحيانا تضر بإحراقها بعض الأشجار، ومع ذلك لا يجوز لأحد أن يسبها، فكذلك الريح، ولهذا قال: (لا تسبوا الريح) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

(لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به) صححه الترمذي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (لا تسبوا الريح) . (لا) : ناهية، والفعل مجزوم بحذف النون، والواو فاعل، والريح مفعول به.

والسب: الشتم، والعيب، والقدح، واللعن، وما أشبه ذلك، وإنما نهى عن سبها، لأن سب المخلوق سب لخالقه، فلو وجدت قصرا مبنيا وفيه عيب، فسببته، فهذا السب ينصب على من بناه، وكذلك سب الريح، لأنها مدبرة مسخرة على ما تقتضيه حكمة الله - - عز وجل - -.

ولكن إذا كانت الريح مزعجة، فقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ما يقال حينئذ في قوله: (ولكن قولوا: اللهم إنا نسألك...الخ) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام