فهرس الكتاب
الصفحة 1203 من 1408

حسن تعليم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حيث إنه إذا نهى عن شيء فتح للناس ما يباح لهم فقال: (لا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي) ، وهذه كما هي طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي طريقة القرآن أيضا، قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا } (البقرة: 104) ، وهكذا ينبغي لأهل العلم وأهل الدعوة إذا سدوا على الناس باباً محرماً أن يفتحوا لهم الباب المباح حتى لا يضيقوا على الناس ويسدوا الطرق أمامهم، لأن في ذلك فائدتين عظيمتين:

الأولى: تسهيل ترك المحرم على هؤلاء، لأنهم إذا عرفوا أن هناك بدلا عنه هان عليهم تركه.

الثانية: بيان أن الدين الإسلامي فيه سعة، وأن كل ما يحتاج إليه الناس، فإن الدين الإسلامي يسعه، فلا يحكم على الناس أن يتكلموا بشيء أو لا يفعلوا شيئا إلا وفتح لهم ما يغني عنه، وهذا من كمال الشريعة الإسلامية.

أن الأمر يأتي للإباحة، لقوله: (وليقل: سيدي ومولاي) ، وقد قال العلماء: إن الأمر إذا أتى في مقابلة شيء ممنوع صار للإباحة، وهنا جاء الأمر في مقابلة شيء ممنوع، ومثله قوله تعالى: (وإذا حللتم فاصطادوا) (المائدة: 2) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيه مسائل:

الأولى: النهي عن قول: عبدي وأمتي.

الثانية: لا يقول العبد: ربي، ولا يقال له: أطعم ربك.

الثالثة: تعليم الأول قول: فتاي وفتاتي وغلامي.

الرابعة: تعليم الثاني قول: سيدي ومولاي.

الخامسة: التنبيه للمراد، وهو تحقيق التوحيد حتى في الألفاظ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيه مسائل:

الأولى:النهي عن قول:عبدي وأمتي.تؤخذ من قوله: (ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي) وقد سبق بيان ذلك.

الثانية: لا يقول العبد: ربي، ولا يقال له: أطعم ربك. تؤخذ من الحديث، وقد سبق بيان ذلك.

الثالثة: تعليم الأول (وهو السيد) قول: فتاي وفتاتي وغلامي.

الرابعة: تعليم الثاني (وهو العبد) قول: سيدي ومولاي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام