الأولى: تفسير السلام فبالنسبة لكونه اسماً من أسماء الله معناه السالم من كل نقص وعيب، وبالنسبة لكونه تحية له معنيان:
الأول: تقدير مضاف، أي، اسم السلام عليك، أي: اسم الله الذي هو السلام عليك.
الثاني: أن السلام بمعنى التسليم اسم مصدر كالكلام بمعنى التكليم، أي: تخبر خبراً يراد به الدعاء، أي: أسأل الله أن يسلمك تسليماً.
الثانية: أنه تحية وسبق ذلك
الثالثة: أنها لا تصلح لله وإذا كانت لا تصلح له كانت حراماً
الرابعة: العلة في ذلك وهي أن الله هو السلام، وقد سبق بيانها
الخامسة: تعليمهم التحية التي تصلح لله وتؤخذ من تكملة الحديث: (فإذا صلى أحدكم، فليقل: التحيات لله …..) ، وفيه حسن تعليم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من وجهين:
الأول: أنه حينما نهاهم علل النهي.
وفي ذلك فوائد:
طمأنينة الإنسان إلى الحكم إذا قرن بالعلة.
بيان سمو الشريعة الإسلامية وأن أوامرها ونواهيها مقرونة بالحكمة، لأن العلة حكمة.
القياس على ما شارك الحكم المعلل بتلك العلة.
الثاني: أنه حين نهاهم عن ذلك بين لهم ما يباح لهم، فيؤخذ منه أن المتكلم إذا ذكر ما ينهى عنه فليذكر ما يقوم مقامه مما هو مباح، ولهذا شواهد كثيرة من القرآن والسنة سبق شيء منها.
ويستفاد من الحديث:
أنه لا يجوز الإقرار على المحرم، لقوله: (لا تقولوا: السلام على الله ) ، وهذا واجب على كل مسلم، ويجب على العلماء بيان الأمور الشرعية لئلا يستمر الناس فيما لا يجوز ويرون أنه جائز، قال تعالى: { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه } (آل عمران: 187) .