والنبي - صلى الله عليه وسلم - غلظ على هذا الرجل لكونه - صلى الله عليه وسلم - لم يلتفت إليه، ولا يزيد على هذا الكلام الذي أمره الله به مع أن الحجارة تنكب رجل الرجل، ولم يرحمه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يرق له، ولكل مقام مقال، فينبغي أن يكون الإنسان شديدا في موضع الشدة، لينا في موضع اللين، لكن أعداء الله - - عز وجل - - الأصل في معاملتهم الشدة، قال تعالى في وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه { أشداء على الكفار رحماء بينهم } (الفتح: 29)
وقال تعالى: { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير } (التحريم: 9) ذكرها الله في سورتين من القرآن مما يدل على أنها من أهم ما يكون، لكن استعمال اللين أحيانا للدعوة والتأليف قد يكون مستحسنا.
الخامسة: أن من الاعتذار ما لا ينبغي أن يقبل. فالأصل في الاعتذار أن يقبل لا سيما إذا كان المعتذر محسنا، لكن حصلت منه هفوة، فإن علم أنه اعتذار باطل، فإنه لا يقبل.