السابعة: ذكر الفرق بين الكاهن والعراف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ق) : فيه مسائل:
الأولى: لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن. يؤخذ من قوله (من أتى كاهناً، فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على a) ، ووجهه: أنه كذب بالقرآن، وهذا من أعظم الكفر.
الثانية: التصريح بأنه كفر. تؤخذ من قوله: (فقد كفر بما أنزل على a) .
الثالثة: ذكر من تكهن له. تؤخذ من حديث عمران بن حصين؛ حيث قال: (ليس منا) ؛ أي: إنه كالكاهن في براءة النبي - صلى الله عليه وسلم - منه.
الرابعة: ذكر من تطير له. تؤخذ من قوله: (أو تطير له) .
الخامسة: ذكر من سحر له. تؤخذ من قوله: (أو سحر له) .
وأتى المؤلف بذكر من تكهن له، أو سحر له، أو تطير له؛ لأنه قد يعارض فيه معارض، فيقول هذا في الكهان، وهذا في المتطيرين، وهذا في السحرة؛ فقال: إن من طلب أن يفعل له ذلك؛ فهو مثلهم في العقوبة.
السادسة: ذكر من تعلم أبا جاد. وتعلم ذلك فيه تفصيل لا يحمد ولا يذم؛ إلا على حسب الحال التي تنزل عليها، وقد سبق ذلك.
السابعة: ذكر الفرق بين الكاهن والعراف. وفي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم:
القول الأول: أن العراف هو الكاهن؛ فهما مترادفان؛ فلا فرق بينهما.
القول الثاني: أن العراف هو الذي يستدل على معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها؛ فهو أعم من الكاهن؛ لأنه يشمل الكاهن وغيره، فهما من باب العام والخاص.
القول الثالث: أن العراف يخبر عن أمور بمقدمات يستدل عليها، والكاهن هو الذي يخبر عما في الضمير، أو عن المغيبات في المستقبل.
فالعراف أعم، أو أن العراف يختص بالماضي، والكاهن بالمستقبل؛ فهما متباينان، والظاهر أنهما متباينان؛ فالكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل والعراف من يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.