(ف) : قال أبو a المقدسي في الكافي: السحر عزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه. قال الله تعالى (102: 2) { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } وقال سبحانه { ومن شر النفاثات في العقد } يعني السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن ولولا أن للسحر حقيقة لم يأمر الله بالاستعاذة منه.
(تم) : وهناك شيء قد يكون في الظاهر أنه سحر، ولكنه في الباطن ليس بسحر، وهذا ليس الكلام فيه، وإنما الكلام فيما كان من السحر بالاستعانة بالشياطين وباستخدام الرقى والتعويذات والعقد والنفث فيها، وقد قال -جل وعلا-: { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } (الفلق: 4) والنفاثات: هن السواحر اللاتي يعقدن العقد وينفثن فيها، خصت الإناث بالاستعاذة منهن؛ لأن الغالب في السحر أن الذي يستخدمه النساء، فجرى ذلك مجرى الغالب، والنفاثات: جمع نفاثة صيغة مبالغة للنفث؛ لأنها تكثر النفث في العقدة، برقى وتعازيم وتعويذات تستخدم فيها الجن؛ لتخدم هذه العقدة التي فيها شيء من بدن المسحور أو فيها شيء يتعلق بالمسحور، حتى يكون ذلك مؤثرا فيه، وقد سحر يهودي النبي - صلى الله عليه وسلم - في مشط ومشاطة يعني: في أشياء من شعره -عليه الصلاة والسلام- حتى يخيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يفعل الشيء ولا يفعله من جهة نسائه -عليه الصلاة والسلام- فقد كان سحر ذلك اليهودي مؤثرا في بدنه -عليه الصلاة والسلام- لكنه لم يكن مؤثرا في علمه ولا في عقله ولا في روحه -عليه الصلاة والسلام-، وإنما في بدنه يخيل إليه أنه قد واقع نساءه، وهو لم يواقع، ونحو ذلك.