فهرس الكتاب
الصفحة 545 من 775

تضاد يوجب الجمع لا الترجيح (1) .

والمذهب الثاني هو الصحيح -والله أعلم- واختاره جمع من المحققين منهم شيخ الاسلام ابن تيمية (2) ، وتلميذه ابن القيم (3) ، وابن كثير (4) ، وابن أبي العز (5) ، والسفاريني (6) ، والشنقيطي (7) ، وغيرهم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ:"وأما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال:"رأى محمد ربه بفؤاده مرتين"، وعائشة أنكرت الرؤية."

فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة، أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول:"رأى محمد ربه"، وتارة يقول:"رآه محمد"ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح أنه رآه بعينه ...

وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل:

كما في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل

(1) انظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (2/ 477 - 563) ، الرؤية للدارقطني (ص 308 - 361) ، شرح اعتقاد أهل السنة (2/ 513 - 523) ، الحجة في بيان المحجة (2/ 252) ، شرح السنة للبغوي (12/ 228) ، مجموع الفتاوى (2/ 335، 3/ 386، 6/ 509) ، زاد المعاد (3/ 37) ، تفسير ابن كثير (4/ 263) ، العلو للذهبي (1/ 765 - 774) ، شرح الطحاوية (1/ 222 - 225) ، فتح الباري (8/ 608) ، ضوء الساري إلى معرفة رؤية الباري لأبي شامة (ص 180) ، أقاويل الثقات للكرمي (ص 196 - 197) ، لوامع الأنوار البهية (2/ 250 - 256) ، أضواء البيان (3/ 363) ، وللاستزادة: الغنية في مسألة الرؤية، رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه للتميمي، رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها للحمد (ص 138) .

(2) انظر: مجموع الفتاوى (6/ 509 - 510) .

(3) انظر: زاد المعاد (3/ 37 - 38) .

(4) انظر: تفسيره (4/ 263) .

(5) انظر: شرح الطحاوية (1/ 222، 275) .

(6) انظر: لوامع الأنوار البهية (2/ 254 - 255) .

(7) انظر: أضواء البيان (3/ 399) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام