فهرس الكتاب
الصفحة 520 من 775

تحدث ابن حجر رحمه الله عن الحياة الآخرة، وفصل في بعض مواقفها، وفيما يلي سياق آرائه في ذلك وتقويمها:

أولًا: البعث:

عرف ابن حجر رحمه الله البعث بأنه:"رجوع الأجسام كما كانت على وجه أكمل وأفضل" (1) .

وذكر اختلاف الناس في حقيقته فقال:

"المعاد للحشر جسماني ثم قيل: هو إيجاد أجزاء البدن بعد فنائها، وقيل: هي جمع متفرقها، والحق فناؤها إلا عجب الذنب."

وقيل: جسماني وروحاني أي: جسم وروح تعاد إليه على أنها جوهر مجرد يتعلق بالبدن تعلق تدبير وتصرف من غير أن تحل فيه ولا تفنى بفنائه بل ترجع إليه على ما كانت من التجرد" (2) ."

وقال:"اعلم أن أهل السنة أجمعوا على أن الأجساد تعاد كما كانت في الدنيا بأعيانها وألوانها وأعراضها وأوصافها" (3) .

وبيّن ابن حجر أن البعث يشمل الحيوان والآدميين والجان، فقال:

"اختلفوا في إعادة الحيوان، والأصح إعادته لقوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) } [التكوير: 5] ، ولحديث الصحيحين في الاقتصاص"

(1) الفتاوى الحديثية (ص 166) ، وانظر: العمدة شرح البردة (ص 450) .

(2) التعرف (ص 121) .

(3) الفتاوى الحديثية (ص 17) ، وانظر: الفتاوى الفقهية الكبرى (1/ 402) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام