الملائكة: جمع مَلَك، واختلف اللغويون في اشتقاقه من عدمه:
فقيل: هو جامد غير مشتق.
وقيل: هو مشتق، واختلف القائلون بذلك منهم في أصل مادة اشتقاقه (1) .
وقد أشار إلى ذلك ابن حجر - رَحِمَهُ الله - فقال:"الملائكة: جمع مَلَك على غير قياس، أو جمع ملأك على مَفْعَل؟ إذ هو من الألوكة وهي الرسالة، ثم خفف بنقل الحركة والحذف فصار ملكًا، وقيل فيه غير ذلك" (2) .
والقول باشتقاقه، وأن أصله من الألوكة وهي الرسالة أصوب من جهة اللغة والمعنى.
يقول الحافظ - ابن جرير رَحِمَهُ الله:"الملائكة: جمع ملاك، غير أن أحدهم بغير الهمزة أكثر وأشهر في كلام العرب منه بالهمز، وذلك أنهم يقولون في واحدهم: ملك من الملائكة ..."
وقد يقال في واحدهم: مألك، فيكون ذلك مثل قولهم: جبذ وجذب، وشأمل وشمأل، وما أشبه ذلك من الحروف المقلوبة.
فمن قال: مَلأكًا فهو مَفْعل، من لأك إليه يلأك، إذا أرسل إليه رسالة ملأكة.
(1) انظر: تهذيب اللغة (1/ 184) ، معجم مقاييس اللغة (ص 88) ، الصحاح (4/ 1611) ، لسان العرب (10/ 392) ، القاموس المحيط (ص 1203) .
(2) فتح المبين (ص 70) ، وانظر: المنح المكية (1/ 215) .