فهرس الكتاب
الصفحة 568 من 775

فَلَقَاتَلُوكُمْ [النساء: 90] ، وقال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 137] .

الرابع: الإيمان بأنّ جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها.

قال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) } [الزّمر: 62] ، وقال: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] ، وقال عن نبي الله إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال لقومه: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) } [الصافات: 96] " (1) ."

وبما سبق تقريره يُعلم أنّ ما ذكره ابن حجر في بيان معنى الإيمان بالقضاء والقدر لا يخرج عمّا قرّره أهل السّنّة والجماعة.

ثانيًا: بيانه لبعض الأمور التي لا تنافي الإيمان بالقضاء والقدر:

ذكر ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ بعض الأمور التي لا تنافي الإيمان بالقضاء والقدر، وبيّن وجه عدم منافاتها، وأجاب عن الإشكالات الواردة عليها، وفيما يلي سياق أقواله:

1 -القضاء بالمعاصي:

والكلام فيه من جهتين:

الأولى: من حيث الرّضا به:

يقول ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ:"القضاء إيجاد جميع المخلوقات في اللوح، والتّقدير إيجادها في العيان ..."

وقد يطلق على المقضي نفسه كما في حديث البخاري:"اللهم إني أعوذ بك من درك الشّقاء وسوء القضاء" (2) أي: المقضي، وهو بهذا المعنى

(1) فتاوى ابن عثيمين (5/ 137) ، وانظر: مجموع الفتاوى (3/ 148 - 149) ، شفاء العليل (1/ 133 - 227) ، جامع العلوم والحكم (1/ 103) ، معارج القبول (3/ 920 - 940) .

(2) أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء (4/ 1996) برقم (6347) ، ومسلم، كتاب الدعوات، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره (4/ 2080) برقم (2707) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام