فهرس الكتاب
الصفحة 291 من 775

وفيما يلي مناقشة التأويل والتفويض في صفات الله وبيان بطلانهما:

أولًا: التأويل:

التأويل لغة: مأخوذ من الأوْل، يقال: آل يؤول إذا رجع وعاد، وأوَّل الكلام إذا فسره.

وهو يدل على معان كثيرة ترجع إلى معنيين رئيسين:

أحدهما: العاقبة، والمرجع، والمصير.

والثاني: التفسير، والتدبر، والبيان (1) .

وأما في الاصطلاخ: فالسلف يطلقون لفظ التأويل ويريدون به أحد المعنيين السابقين في اللغة العربية، وهما: العاقبة، والتفسير (2) .

وأما المتأخرون فقد ابتدعوا للتأويل معنى لم يكن معروفًا عند السلف، وقالوا: هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح (3) .

والتأويل بهذا المعنى له ثلاث حالات:

1 -أن يكون صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا تأويل صحيح مقبول لا نزاع فيه.

2 -أن يكون صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لشيء يعتقده الصارف دليلًا، وهو في نفس الأمر ليس بدليل، فهذا تأويل فاسد.

3 -أن يكون صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لا لدليل، فهذا لا يسمى

(1) انظر: تهذيب اللغة (1/ 232 - 233) ، الصحاح (14/ 627 - 1628) ، معجم مقاييس اللغة (ص 99 - 100) ، لسان العرب (11/ 32، 33) ، القاموس المحيط (ص 1244) .

(2) انظر: مجموع الفتاوى (13/ 288 - 289) (4/ 64 - 69) ، بيان تلبيس الجهمية (2/ 234) ، نقض المنطق (ص 57 - 58) ، درء التعارض (1/ 14، 206) (5/ 234) ، الصواعق المرسلة (1/ 177 - 178) (3/ 922 - 923) ، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (1/ 253 - 254) ، أضواء البيان (1/ 29) .

(3) انظر: الحدود في الأصول لابن فورك (ص 146) ، الحدود للباجي (ص 48) ، التعريفات للجرجاني (ص 28) ، البرهان للجويني (1/ 511) ، المستصفى للغزالى (1/ 387) ، الإحكام للآمدي (3/ 52 - 53) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام