فهرس الكتاب
الصفحة 273 من 775

الأشاعرة فيها-:"وبالجملة فهذا المبحث لم يَصْفُ" (1) .

ثانيهما: عدم اهتمام ابن حجر بالمسألة، وتهوينه من شأنها، وظنه أن الخلاف فيها ليس فيه كبير فائدة -كما سبق نقله عنه- والحق أن المسألة مهمة، وأن الخلاف فيها له ثمرة ظاهرة، فمن فروعها: القول في أسماء الله وهل هي مخلوقة أم لا؟ ومن أصولها: صفات الله سبحانه والقول في كلامه جل وعلا وهل هو مخلوق أم لا؟

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض حديثه عنها:"القول في أسمائه هو نوع من القول في كلامه" (2) .

وبكل حال فقول ابن حجر -عفا الله عنه- في هذه المسألة مضطرب، والجمع بين أقواله فيها متعذر، والترجيح بينها غير ممكن؛ لعدم معرفة المتقدم منها من المتأخر، وكلها باطلة مجانبة للصواب.

ثانيًا: أسماء الله هل هي توقيفية أم لا؟ :

يرى ابن حجر رحمه الله أن"أسماء الله توقيفية على الأصح فلا يجوز اختراع اسم أو وصف له تعالى إلا بقرآن أو خبر صحيح وإن لم يتواتر ..." (3) .

ويستثني من ذلك ما كان وروده بصيغة المصدر، أو الفعل، أو ذكر على سبيل المقابلة والمشاكلة (4) ، حيث يقول:"لا يجوز أن يذكر اسم أو صفة إلا إن ورد في القرآن وصح الخبر به عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ولا يكفي (3) "

= شرح جوهرة التوحيد، حاشية على أم البراهين، تحفة البشر على مولد ابن حجر، توفي سنة (1277 هـ) .

انظر: الأعلام (1/ 71) ، معجم المؤلفين (1/ 84) .

(1) تحفة المريد (ص 88) .

(2) مجموع الفتاوى (6/ 186) .

(3) تحفة المحتاج (1/ 10) وانظر: فتح المبين (ص 81) ، إتحاف أهل الإسلام (ص 54) ، التعرف (ص 113) ، تنبيه الأخيار (ل 16/ أ) .

(4) يعرف البلاغيون المشاكلة بتعريفات عدة أشهرها قولهم:"هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقًا أو تقديرًا".

انظر: الإيضاح للقزويني (ص 360) ، والتبيان للطيبي (ص 347) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام