فهرس الكتاب
الصفحة 404 من 775

الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.

الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- المرسل إلى جميع الناس (1) .

يقول الإمام محمد بن نصر المروزي (2) رحمه الله: (الإيمان بالرسل) "أن تؤمن بمن سمى الله في كتابه من رسله، وتؤمن بأن لله سواهم رسلًا، وأنبياء لا يعلم أسماءهم إلا الذي أرسلهم، وتؤمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الرسل، إيمانك بسائر الرسل: إقرارك بهم، وإيمانك بمحمد -صلى الله عليه وسلم- إقرارك به، وتصديقك إياه، واتباعك ما جاء به" (3) .

وبناء على ما سبق فما قرره ابن حجر في معنى الإيمان بالرسل، وبيانه لما يتضمنه موافق لما قرره أهل السنة والجماعة.

ثانيًا: المفاضلة بين الأنبياء:

يرى ابن حجر رحمه الله جواز المفاضلة بين الأنبياء، وأن النصوص الواردة في النهي عن ذلك مؤولة، فيقول:"جواز التفضيل بين الأنبياء هو ما عليه عامة العلماء ..."

وأما قوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} [البقرة: 136] فهو باعتبار الإيمان بهم، وبما أنزل إليهم.

وأما الأحاديث الصحيحة:"لا تفضلوا بين الأنبياء" (4) ،"لا تخيروا"

(1) انظر: تعظيم قدرة الصلاة (1/ 393) ، المنهاج للحليمي (1/ 237 - 238) ، شعب الإيمان للبيهقي (1/ 371) ، جامع العلوم والحكم (1/ 102) ، فتح الباري (1/ 118) ، معارج القبول (2/ 677) ، فتاوى ابن عثيمين (1/ 124 - 125) .

(2) هو محمد بن نصر بن الحجاج المروزي، أبو عبد الله، من أئمة السلف وأعلامهم، من مؤلفاته: تعظيم قدر الصلاة، واختلاف الفقهاء، وقيام الليل وغيرها، توفي سنة 294 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (14/ 33) ، شذرات الذهب (2/ 216) .

(3) تعظيم قدر الصلاة (1/ 393) .

(4) أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) } (2/ 1060) ، برقم (3414) ، ومسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى -صلى الله عليه وسلم- (4/ 1843) برقم (2373) ، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام