فهرس الكتاب
الصفحة 542 من 775

وما ذكره ابن حجر في الرد على المعتزلة وتمحلاتهم في تأويل أدلة الرؤية (1) موافق لما قرره أهل السنة والجماعة (2) .

2 -رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لله عز وجل ليلة المعراج:

ذكر ابن حجر رحمه الله اختلاف أهل العلم في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لله عز وجل ليلة المعراج، ورجح رؤيته له بعيني رأسه، حيث قال:

"اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه في هذا المقام الذي وصل إليه دون غيره من الخلق بعين رأسه أو بعين قلبه فقط؟"

والذي صح عن ابن عباس في رواية: أنه رآه ببصره، وفي أخرى: أنه رآه بقلبه ولا تخالف؛ لأنه صح عنه كما رواه الطبراني بإسناد رجاله رجال الصحيح إلا واحدًا، فوثقه ابن حبان:"أنه رآه مرتين: واحدة بالعين، وواحدة بالقلب"... ورواية ابن مردويه عنه:"لم يره بعينه"لم تصح (3) ، وبتسليمها فالإثبات مقدم على النفي.

(1) انظر: شرح الأصول الخمسة (ص 262 - 265) ، متشابه القرآن (ص 296 - 298) ، الكشاف (2/ 113 - 114) .

(2) انظر: بيان تلبيس الجهمية (2/ 423) ، حادي الأرواح (ص 374) ، شرح العقيدة الطحاوية (1/ 200) .

(3) اختلفت الرواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وتعددت أقواله في المسألة وقد استوعبها الحافظ ابن حجر في الغنية في مسألة الرؤية وساقها معزوة إلى أصحابها.

والرواية التي ذكرها ابن حجر هنا أخرجها الطبراني في الكبير (12/ 90) برقم (12564) من طريق جمهور بن منصور، عن إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بها.

قال الهيثمي في المجمع (1/ 79) :"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، خلا جمهور بن منصور الكوفي، وجمهور بن منصور ذكره ابن حبان في الثقات".

وكلامه متعقب بضعف مجالد واختلاطه، قال الحافظ في التقريب (ص 920) برقم (6520) :"مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمر الكوفي، ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، مات سنة 144 هـ".

ورواية ابن مردويه التي ذكرها ابن حجر وأعلّها، أخرجها الدارقطني في الرؤية (ص 354) برقم (280) من طريق محمد بن مخلد، عن محمد بن هارون الأنصاري، عن معمر بن سهل، عن عمر بن مدرك، عن العرزمي، عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بها. =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام