فهرس الكتاب
الصفحة 409 من 775

قوله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) } [الأحزاب: 7] ، وقوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [الشورى: 13] (1) .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم، وأفضل المرسلين أولو العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم-" (2) .

وقد اختلف في المفاضلة بينهم، وحكى الخلاف غير واحد من أهل العلم، منهم العلامة السفاريني رحمه الله حيث قال:"اختلف العلماء فيمن يلي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفضيلة منهم، والمشهور أنه إبراهيم خليل الرحمن، لما ورد أن إبراهيم عليه السلام خير البرية (3) ، خص منه محمد -صلى الله عليه وسلم- بإجماع، فيكون أفضل من موسى وعيسى ونوح عليهم السلام، والثلاثة بعد إبراهيم أفضل من سائر الأنبياء والمرسلين، قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف على نقل أيهم أفضل، والذي ينقدح في النفس تفضيل موسى فعيسى فنوح عليهم الصلاة والسلام" (4) .

ومما سبق يتضح صواب رأي ابن حجر رحمه الله في المفاضلة بين الأنبياء، وموافقته في ذلك لجمهور أهل العلم.

ثالثًا: رأيه في نبوة من اختلف في نبوته:

تحدث ابن حجر رحمه الله عن نبوة بعض من اختلف في نبوته ورجح ما

(1) انظر: تفسير الطبري (11/ 302) ، تفسير البغوي (7/ 271) ، تفسير القرطبي (16/ 220) , تفسير ابن كثير (4/ 181) .

(2) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (ص 55) .

(3) يشير إلى حديث أنس بن مالك أن رجلًا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا خير البرية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ذاك إبراهيم"، والحديث أخرجه مسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل إبراهيم الخليل (4/ 1839) برقم (2369) .

(4) لوامع الأنوار البهية (2/ 300) ، وانظر: تفسير ابن كثير (3/ 53) ، فيض القدير (3/ 464) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام