فهرس الكتاب
الصفحة 488 من 775

وبسط أدلة هذا القول، ومحاجة من خالفه، مذكورة في مواضعها من كتب أهل العلم (1) .

وبناء على ما سبق فما قرره ابن حجر في هذه المسألة موافق لما عليه أهل السنة والجماعة.

ثالثًا: حقيقة الروح:

يرى ابن حجر - رحمه الله - الإمساك عن الكلام في حقيقة الروح؛ امتثالًا لكتاب الله عز وجل واقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وتأدبًا معهما حيث يقول:"الروح لم يتكلم عليها - صلى الله عليه وسلم - فنمسك عنها أدبًا."

وجمهور الخائضين أنها جسم لطيف سار في البدن سريان ماء الورد به؛ لأنها وصفت بأوصاف الجسم في الكتاب والسنة" (2) ."

التقويم:

الروح: مأخوذة من الريح.

يقول ابن فارس:"الراء والواو والحاء أصل كبير مطّرد، يدل على سعة وفسحة واطّراد، وأصل ذلك كله الرّيح، وأصل الياء في الريح الواو، وإنما قلبت ياءً لكسرة ما قبلها، فالروح رُوح الإنسان، وإنما هو مشتق من الريح، وكذا الباب كله" (3) .

ولفظ (الروح) يطلق على معان عدة، منها: القرآن، والوحي، وجبريل، والقوة، والمسيح ابن مريم، وروح الإنسان التي بها حياته (4) -وهي المراد بالبحث هنا-.

(1) انظر: مجموع الفتاوى (4/ 262 - 270، 282 - 299) ، الروح (1/ 282 - 283) ، أهوال القبور (ص 78 - 80) ، شرح الطحاوية (2/ 579) ، فتح الباري (3/ 235) ، (11/ 366) ، شرح الصدور (ص 181) ، لوامع الأنوار البهية (2/ 24) .

(2) التعرف (ص 120) ، وانظر: الفتاوى الفقهية الكبرى (1/ 393) .

(3) معجم مقاييس اللغة (ص 428) ، وانظر: تهذيب اللغة (2/ 1312) ، الصحاح (1/ 367) ، لسان العرب (2/ 455) ، القاموس المحيط (ص 282) .

(4) انظر: الروح (2/ 659) ، فتح الباري (8/ 402) ، لوامع الأنوار البهية (2/ 29) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام