فهرس الكتاب
الصفحة 325 من 775

ومما سبق بيانه من دلالة الكتاب والسنة والإجماع والعقل على إثبات صفة الكلام لله تعالى، وسياق قول أهل السنة والجماعة فيها، يتبين مخالفة ابن حجر -غفر الله له- لهم فيما قرروه، وموافقته للأشاعرة في قولهم (1) .

وفيما يلي مناقشة كلامه، والرد عليه:

أولًا: الرد على قوله: إن كلام الله اسم مشترك بين الكلام النفسي القديم واللفظ الحادث:

يقرر ابن حجر أن كلام الله لفظ مشترك بين الكلام النفسي، واللفظ الحادث، ويريد بذلك أن كلام الله المضاف إليه نوعان:

الأول: كلام مضاف إليه إضافة صفة إلى موصوفها، وهو الكلام النفسي القديم.

والثاني: كلام مضاف إليه إضافة مخلوق إلى خالقه، وهو اللفظ المؤلف الحادث -سواء قيل إن مؤلف اللفظ جبريل أو محمد عليه السَّلام-.

ويرى أن كلا النوعين يطلق عليهما كلام الله حقيقة لا مجازًا، وهو بهذا يوافق جمهور الأشاعرة المتأخرين (2) .

والجواب عن قوله من وجوه:

= (2/ 187 - 213) ، مجموع الفتاوى (6/ 527 - 528) (12/ 243 - 244، 584 - 586) ، بيان تلبيس الجهمية (1/ 125 - 127) ، مختصر الصواعق (2/ 293 - 294) ، شرح الطحاوية لابن أبي العز (1/ 172 - 206) ، لوامع الأنوار البهية (1/ 133 - 143) ، معارج الفبول (1/ 247 - 280) .

(1) انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 27، 37) ، الإرشاد للجويني (ص 105 - 131) ، الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي (ص 83) ، المحصل للرازي (ص 171، 184 - 186) ، الأربعين له (1/ 244 - 258) ، أصول الدين للبغدادي (ص 106 - 107) ، المواقف للإيجي (ص 293) ، وشرحها للجرجاني (8/ 91 - 104) ، غاية المرام للآمدي (ص 88 - 120) ، تحفة المريد للباجوري (ص 72) .

(2) انظر المصادر السابقة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام