عرض ابن حجر - رحمه الله - إلى كرامات الأولياء، وبين المراد بها، والفرق بينها وبين المعجزات وخوارق السحر، وقرر إمكانها ووقوعها، ورد على من خالف في ذلك؛ وفيما يلي بيان آرائه ثم التعقيب عليها بتقويمها.
أولًا: تعريف كرامات الأولياء:
عرف ابن حجر الكرامة فقال:"الكرامة: ظهور أمر خارق للعادة، غير مقارن لدعوى النبوة، على يد من عرفت ديانته، واشتهرت ولايته باتباع نبيه في جميع ما جاء به، وإلا فهي استدراج، أو سحر، أو إذلال ..." (1) .
التقويم:
الكرامة في اللغة: مصدر (كَرُم) .
يقول ابن فارس:"الكاف والراء والميم أصل صحيح له بابان:"
أحدهما: شرف في الشيء نفسه، أو شرف في خلق من الأخلاق ...
والآخر: الكَرْم، وهي القلادة ..." (2) ."
فالكرامة من الباب الأول لشرفها في نفسها، وتشرف صاحبها في خلقه مع الخالق والخلق.
وأما في الاصطلاح: فإن لفظ (الكرامة) لم يرد في الكتاب والسنة،
(1) المنح المكية (3/ 1465) ، وانظر: فتح المبين (ص 21) ، الفتاوى الحديثية (ص 404) .
(2) معجم مقاييس اللغة (ص 923) ، وانظر: تهذيب اللغة (4/ 3932) ، الصحاح (5/ 2019) ، لسان العرب (12/ 510) ، القاموس المحيط (ص 1489) .