فهرس الكتاب
الصفحة 368 من 775

منهم، وهي في مجملها لا تخرج عن كونها ضعيفة لا يثبت بها حكم، أو تدل على مطلق الفضل لا التفضيل المطلق (1) .

وعليه فقول ابن حجر - رَحِمَهُ الله - بأن أكثر الأحاديث تدل على أفضلية إسرافيل متوقف على صحتها من جهة، وصراحة دلالتها من جهة أخرى، وهما كير متحققين.

ثانيًا: المفاضلة بين الملائكة وبين صالحي البشر:

ذكر ابن حجر - رَحِمَهُ الله - أقوال الناس في المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر، ورجح ما رآه منها، وبين أدلته على قوله (2) .

يقول في بيان ذلك:"في المسألة أقوال:"

أحدها: مذهب المعتزلة أن الملائكة أفضل مطلقًا، ووافقهم أئمة من أهل السنة كالباقلاني ... والرازي ...

(والثاني) : السكوت عن التفاضل،"وقالوا: ليست المسألة مما كلفنا الله تعالى بمعرفة الحكم فيها، فلنفوض إلى الله تعالى ونعتقد أن الفضل لمن فضله الله" (3) .

(والثالث) :"الذي عليه محققو أهل السنة أن خواصنا وهم الأنبياء أفضل منهم مطلقًا، وعوامنا وهم الصلحاء كأبي بكر - رضي الله عنه - أفضل من عوامهم، وخواصهم كجبريل أفضل من عوامنا" (4) .

وقد"قامت الأدلة على تفضيل نبينا بل سائر الأنبياء على الملائكة:"

ومنها: قوله تعالى بعد ذكر جمع من الأنبياء: {وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 86] ، والملائكة من جملة العالمين، وقوله: {خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] [البينة: 7] والبرية: الخليقة، والملائكة من جملتهم ... وقوله:

(1) انظر: الحبائك (ص 19 - 37) .

(2) انظر: الدر المنضود (ص 36 - 41) ، فتح المبين (ص 20) ، التعرف (ص 119) ، حاشية الإيضاح (ص 4) ، المولد الشريف (ص 20) ، الفتاوى الحديثية (ص 223، 252، 255، 256، 424) ، المنح المكية (1/ 121، 126، 145، 273، 420) .

(3) الدر المنضود (ص 40 - 41) .

(4) المصدر السابق (ص 36) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام