فهرس الكتاب
الصفحة 369 من 775

{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13] وهذا يشملهم، ولا شك أن المسخَّر له مقصود بالذات، وغيره بالعَرضَ.

ومنها: اختصاص الأنبياء بأنهم الذين قامت بهم حجة الله على خلقه، وبأن آدم منهم سجد له الملائكة، والمسجود له أفضل من الساجد.

ومنها: أن للبشر طاعاتٍ لم يثبت مثلها للملائكة، كالجهادِ والغزو، ومخالفة الهوى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على البلايا والمحن.

ومنها: أن طاعات البشر أكمل، لأن الله كلفهم بها مع وجود صوارف عنها قائمة بهم وخارجة عنهم، ولا شك أن فعل الشيء مع مشقة ووجود الصارف عنه أبلغ في الطاعة والإذعان مع فعله مع عدم ذلك، إذ لا امتحان فيه بوجه ..." (1) ."

التقويم:

مسألة المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر مسألة أثرية سلفية صحابية (2) ، وقد أكثر الناس الخوض فيها، وتعددت أقوالهم حيالها، وحاصلها ثلاثة:

الأول: القول بتفضيل صالحي البشر على الملائكة، وهو المشهور من مذهب السلف (3) ، ومن وافقهم من الأشاعرة (4) .

والثاني: القول بتفضيل الملائكة على صالحي البشر، وهو مذهب المعتزلة (5) ، وبعض أهل السنة والأشاعرة (6) والصوفية (7) .

(1) الدر المنضود (ص 38 - 39) .

(2) انظر: مجموع الفتاوى (4/ 357) .

(3) انظر: المصدر السابق (4/ 343) ، بدائع الفوائد (3/ 684) ، لوامع الأنوار البهية (2/ 368) .

(4) انظر: المواقف (ص 367) ، وشرحها للجرجاني (8/ 283) .

(5) انظر: مقالات الإسلاميين (1/ 296) ، الكشاف (1/ 316 - 317) .

(6) انظر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (2/ 410) .

(7) انظر: التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي (ص 69) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام