فهرس الكتاب
الصفحة 307 من 775

3 -أن زعم ابن حجر براءة الإمام أحمد رحمهُ اللهُ وأجلاء مذهبه من قول الإمامين الجليلين في إثبات العلو الذاتي لله تعالى منقوض بما نقله عنه خاصة أصحابه المؤلفين في مسائله (1) ، وبما كتبه بنفسه في رده على الجهمية حيث قال:"وقد أخبرنا أنه في السماء فقال سبحانه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] ... وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] ، وقال: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ} [الأنبياء: 19] ..."

فهذا خبر الله أنه في السماء، ووجدنا كل شيء أسفل مذمومًا قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145] ..." (2) ."

والمحاكمة بين شيخي الإسلام وابن حجر -عفا الله عنه- طويلة الذيل، متشعبة المسالك، وقد أفردها غير واحد بالتأليف، وليس هذا الموضع محل تفصيلها (3) .

2 -صفة اليمين لله تعالى:

يرى ابن حجر استحالة معنى اليمين على الله، وأن المراد بها في النصوص الكناية عن مزيد الرضا والقبول والمحبة.

يقول في شرحه لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها ..." (4) .

"اليمين هنا: كناية عن مزيد الرضا والقبول، وإعظام الجزاء؛"

(1) انظر: طبقات الحنابلة (1/ 431) ، إثبات العلو لابن قدامة (ص 116) ، اجتماع الجيوش (ص 200) ، العلو للذهبي (2/ 1111) ، وللاستزادة: المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد للأحمدي (1/ 318) .

(2) الرد على الجهمية والزنادقة (ص 38) .

(3) انظر: جلاء العينين للألوسي (ص 384) ، وما بعدها (ص 396 - 402) ، الكشف المبدي للفقيه (ص 431) ، دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/ 219) .

(4) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب الصدقة من كسب طيب (1/ 420) برقم (1410) ومسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب (2/ 702) برقم (4014) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام