فهرس الكتاب
الصفحة 544 من 775

وسئل أحمد عن قول عائشة:"من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية"، فقال: يدفع قولها بقول النبي - صلى الله عليه وسلم:"رأيت ربي" (1) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -"أكبر" (2) .

وقال في سياق ذكر معتقده في الرؤية:"وتجوز رؤيته في الدنيا، لكن لم تقع يقظة إلا لنبينا - صلى الله عليه وسلم - بعيني رأسه ليلة المعراج التي أسرى فيها بجسمه الشريف يقظة" (3) .

التقويم:

اختلفت أقوال السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه ليلة المعراج، وهي في مجملها على ثلاثة أضرب:

الأول: أقوال تثبت الرؤية مطلقًا.

الثاني: أقوال تنفي الرؤية مطلقًا.

الثالث: أقوال تقيد الرؤية بالرؤية القلبية لا البصرية.

ومن ثم اختلف أهل العلم بعدهم في تحرير أقوالهم على مذهبين:

المذهب الأول: من يرى أن الاختلاف بين أقوالهم اختلاف تضاد لا تنوع يوجب الترجيح بينها لا الجمع، واختلف القائلون بذلك في القول الراجح منها ووجهه.

والمذهب الثاني: من يرى أن الاختلاف بين أقوالهم اختلاف تنوع لا

(1) أخرجه أحمد (4/ 350) برقم (2580) ، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 191) برقم (440) ، وعبد الله بن أحمد في السنة (2/ 484) برقم (1116) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 512) برقم (897) ، والدارقطني في الرؤية (ص 345) برقم (264) من طرق عن أسود بن عامر، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، به.

قال الهيثمي في المجمع (1/ 78) :"رجاله رجال الصحيح".

والحديث صححه الألباني في تحقيقه للسنة لابن أبي عاصم.

(2) المنح المكية (1/ 422 - 424) .

(3) التعرف (1/ 110) ، وانظر: الفتاوى الحديثية (ص 200، 288) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام