عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" (1) ."
"فأخبر أنه -صلى الله عليه وسلم- لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصى أسماءه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه" (2) .
3 -قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث الشفاعة-:"فيفتح علي من محامده بما لا أحسنه الآن" (3) .
ووجه الدلالة: أن تلك المحامد تتضمن بعض أسماء الله تعالى وصفاته (4) .
4 -أن الأسماء الواردة في الكتاب والسنة أكثر من تسعة وتسعين، وعليه فلا يصح حصرها في العدد المذكور (5) .
ويتضح مما تقدم صحة ما ذهب إليه ابن حجر رحمه الله من القول بأن أسماء الله كير محصورة بعدد معين، وموافقته في ذلك لسلف الأمة وأئمتها وجمهور العلماء.
وأما تعيين الاسم الأعظم من أسماء الله فهو مما اختلف الناس في إمكانه من عدمه، والقائلون بإمكانه اختلفوا في تعيينه، والخلاف في ذلك جارٍ في أقوال أهل السنة والجماعة أنفسهم (6) .
(1) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (1/ 352) برقم (486) من حديث عائشة -رضي الله عنها- به.
(2) درء التعارض (3/ 332 - 333) .
(3) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب ذرية من حملنا مع نوح (3/ 1458) ، برقم (4712) ، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة (1/ 184) برقم (194) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- به.
(4) بدائع الفوائد (1/ 161) .
(5) انظر: مجموع الفتاوى (22/ 482) ، العواصم والقواصم لابن الوزير (7/ 228) .
(6) انظر: شرح مشكل الآثار (1/ 162) ، شأن الدعاء للخطابي (ص 25) ، مجموع الفتاوى (18/ 311) ، مختصر الصواعق المرسلة (1/ 101) ، فتح الباري (11/ 227) ، الحاوي للفتاوي للسيوطي (1/ 394) ، وللاستزادة: اسم الله الأعظم للدميجي (ص 109) وما بعدها، أسماء الله الحسنى للغصن (ص 90 - 98) .