وبيّن أن وصف لفظ الجلالة (الله) بالاسم الأعظم لا يعني وصف ما عداه بالنقص؛ إذ"ليس المراد بوصفه بالأعظمية إلا من حيث دلالته على الذات التي لا يوازي عظمتها شيء، أو على وصفها الأعلى الذي لا يساويه غيره من بقية أوصافه، فكان الدال على أحد هذين بالنسبة لذلك أعظم من الدال على غيرهما، وإن كان كل أوصافه تعالى عظيمًا جليلًا" (1) .
التقويم:
أسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تعد بعدد، فإن لله سبحانه أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده، والقول بذلك هو مذهب سلف الأمة وأئمتها وهو قول جمهور العلماء (2) ، ولم يخالفهم فيه إلا طائفة من المتأخرين كابن حزم وغيره (3) .
ومما يستدل به لذلك، ما يلي:
1 -قوله -صلى الله عليه وسلم-:"أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ..." (4) .
فقوله:"أو استأثرت به في علم الغيب عندك"دليل على أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين، وأن له أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها غيره (5) .
2 -قوله -صلى الله عليه وسلم-:"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من"
(1) الإيعاب (1/ 43) .
(2) انظر: شرح صحيح مسلم (17/ 5) ، درء التعارض (3/ 332) ، مجموع الفتاوى (22/ 482 - 486) ، بدائع الفوائد (1/ 166) ، فتح الباري (11/ 224) ، إيثار الحق لابن المرتضى (ص 169) ، وللاستزادة: أسماء الله الحسنى للغصن (ص 131) ، معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله للتميصي (ص 69) ، وما بعدها.
(3) انظر: قوله في المحلى (1/ 36) ، والرد عليه في المصادر السابقة.
(4) تقدم تخريجه (ص 281) .
(5) انظر: شأن الدعاء للخطابي (ص 24) ، شفاء العليل (2/ 758) .