فهرس الكتاب
الصفحة 60 من 100

وقيل: هو الاستبشار بجود وفضل الرب - تبارك وتعالى - والارتياح لمطالعة كرمه.

وقيل: هو الثقة بجود الرب تعالى.

-الرجاء نوعان:

1 -رجاء محمود: وهو الرجاء الذي يصاحبه عمل، وكما استدل المؤلف: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] ، فالرجاء المحمود هو رجاء يكون معه عمل بطاعة الله - تعالى - رجاء ثوابه، وكذا رجاء رجل أذنب ذنوبًا ثم تاب منها صادقًا، رجاء مغفرة ربه وعفوه وإحسانه.

2 -رجاء مذموم: وهو الرجاء الذي يُصاحبه كسل، وهذا هو التمني والغرور، فهو رجاء رجل مُعتاد على التفريط والخطايا، ويرجو رحمةَ ربِّه بلا عمل، فهذا غرور وتَمنٍّ ورجاء كاذب، فالأول يسمى رجاء، والثاني يسمى تمنِّيًا.

-ما استدل به المؤلف:

استدل المؤلف بقوله - تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] .

- {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ} ، اللقاء يومَ القيامة على نوعين:

1 -لقاء خاص: وهذا لا يكون إلا للمؤمنين، وهو لقاء الرضا والنعيم من الله - سبحانه وتعالى.

2 -لقاء عام: وهذا لجميع الناس؛ قال الله - تعالى - عنه: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا} [الانشقاق: 6 - 11] ، وأمَّا الآية التي استدل بها المؤلف، فالمقصود به لقاء النعيم والرضا، وأن من أراده، {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] .

وفي الآية التحذير من الشرك، فلا يُشرك في العبادة مع الله أحدًا، لا ملكًا مُقرَّبًا، ولا نبيًّا مرسلاً، ولا أحدًا كائنًا من كان.

رابعًا: التوكل ودليله:

-تعريف التوكل:

التوكل في الأصل هو الاعتماد.

وفي الاصطلاح: هو صدق الاعتماد على الله - عزَّ وجلَّ - في جلب المحبوب، ودفع المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها، فلا بُدَّ للتوكل من اعتقاد واعتماد وعمل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام