والغائبين، أو يرجوهم، أو يخافهم، أو يسألهم قضاءَ الحاجات وتفريجَ الكربات ونحو ذلك، فهو مُشرك الشرك الأكبر؛ لأنَّه أشرك مع الله غيره.
2 -قوله - تعالى - {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117] .
في الآية أنَّ مَن دعا مع الله إلهًا آخر، فقد نال ثلاثةَ أمور: التهديد والوعيد في قوله - تعالى: {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ} ، وعدم الفلاح {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ} ، ووصفه بالكفر في آخر الآية.
فائدة: قوله: {لا برهان له به} ليس معناه أنَّ هناك مَن سيكون له بُرهان، بل هي صفة كاشفة مبيِّنة، فيها إشارة إلى أنه لا يُمكن أن يكون برهانًا على تعدد الآلهة.
3 -وفي الحديث: (( الدعاء مخ العبادة ) ).
ومخ الشيء: لبُّه وخلاصته وما يقوم به، ومعناه أنَّ العبادة لا تقومُ إلا بالدعاء، كما أن الإنسان لا يقوم إلا بالمخ، والحديث ضعيفٌ رواه الترمذي من حديث أنس وقال الترمذي:"إن هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة".
فالحديث فيه ابن لهيعة وهو ممن اختلط، وفيه أيضًا الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن، وضعَّف الحديث المنذري في"الترغيب، 2/ 482".
لكن معنى هذا الحديث صحيح، ويشهد له ما أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه، من حديث النعمان بن بشير: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (( الدعاء هو العبادة ) ).
4 -قوله - تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] ، قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ، ثم قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} ، سمي الدُّعاء هنا عبادة، وهذا فيه تأييد كون الدُّعاء هو العبادة؛ لأنَّ قوله"عبادتي"يرجع على الدُّعاء، والدعاء المأمور به في الآية دعاء العبادة ودعاء المسألة، فإذا كان دعاء عبادة، فإن استجابته - سبحانه - هو الإثابة على هذه العبادة وقَبولها، وإذا كان دعاء مسألة، فإنَّ استجابته - سبحانه - حصول المطلوب، وقد يتأخَّر حصول المطلوب أو لا يَحصل؛ لحكمةٍ أرادها الله - تعالى - قد تخفى على العبد.
-تعريفه:
الخوف: هو الذعر، وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرر أو أذى.
-الخوف على ثلاثة أنواع: