في النار حتمًا وأنه لا يجوز العفو عنه كما لا يجوز عقاب المطيع فهو من تقولهم وافترائهم على الله، تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوًا كبيرًا ...
وأما قول المرجئة لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة فهو من افترائهم أيضًا على الله تعالى، وما ورد مما قد يؤيده لم يُرَد به ظاهره بدليل نصوص أخر قاطع برهانها واضح بيانها ..." (1) ."
التقويم:
اختلف الناس في مرتكب الكبيرة من جهتين:
الأولى: اسمه.
والثانية: حكمه.
فذهب الخوارج (2) والمعتزلة (3) إلى أنه في الآخرة خالدٌ في النار، واختلفوا في اسمه في الدنيا وحكمه فيها.
فقالت الخوارج: هو كافر، واختلفوا في كفره هل هو كفر شرك أو كفر نعمة؟
فمن قال بأن كفره كفر شرك قال: تجرى عليه أحكام الكفار في الدنيا.
ومن قال منهم بأن كفره كفر نعمة قال: تجرى عليه أحكام المسلمين في الدنيا (4) .
وقالت المعتزلة: هو في منزلة بين المنزلتين، أي: بين الإيمان
(1) الزواجر (1/ 31 - 32) ، وانظر: (2/ 90، 94) ، فتح المبين (ص 182) ، تحفة المحتاج (1/ 2093) ، تطهير الجنان واللسان (ص 133) ، فتح الإله (ص 238) ، العمدة (ص 634 - 677) ، تنبيه الأخيار (ل 10 / أ) .
(2) انظر: مقالات الإسلاميين (1/ 168) ، الملل والنحل (1/ 115) ، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص 51) ، البرهان (ص 19) .
(3) انظر: شرح الأصول الخمسة (ص 666) .
(4) انظر: الموجز في تحصيل السؤال وتلخيص المقال في الرد على أهل الخلاف لأبي عمار عبد الكافي الإباضي ضمن كتاب آراء الخوارج للدكتور عمار طالبي (2/ 116) .