الأصبهاني (1) (2) ، والبغوي (3) ، وابن الصلاح (4) ، وابن تيمية (5) ، وابن كثير (6) ، وابن رجب (7) -رحم الله الجميع-.
والقول بذلك هو القول الذي تعضده الأدلة، وتدل عليه، ومنها:
قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14] .
وحديث سعد بن أبي وقاص حين أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - رهطًا وترك رجلًا هو أعجبهم إلى سعد فقال سعد: يا رسول الله ما لك عن فلان؟ إني لأراه مؤمنًا، فقال:"أو مسلمًا" (8) .
وحديث جبريل عليه السلام حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام والإيمان ففرق بينهما (9) .
واختلف القائلون بالتفريق بينهما في تحديد وجهه، والأكثر على أنه إذا قرن بينهما فإن الإسلام يفسر بالأعمال الظاهرة والإيمان يفسر بالأعمال الباطنة، كما في حديث جبريل وغيره من الآيات والأحاديث التي قرنت بينهما.
وأما إذا أفرد أحدهما فيدخل فيه الآخر، كما في حديث وفد
(1) هو إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي التيمي الأصبهاني، المعروف بأبي القاسم بقوام السنة، سلفي شافعي، من مؤلفاته: الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، دلائل النبوة، سير السلف الصالحين وغيرها، توفي سنة 535 هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (2/ 8) ، شذرات الذهب (4/ 105) .
(2) انظر: الحجة في بيان المحجة (1/ 406 - 407) .
(3) انظر: شرح صحيح مسلم (1/ 145) .
(4) انظر: المصدر السابق (1/ 148) ، الإيمان لابن تيمية (ص 345) .
(5) انظر: الإيمان له (ص 343، 349) .
(6) انظر: تفسيره (4/ 230) .
(7) انظر: جامع العلوم والحكم (1/ 105 - 108) .
(8) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة (1/ 33) برقم (27) ، ومسلم، كتاب الإيمان باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه (1/ 132) برقم (150) .
(9) سبق تخريجه (ص 367) .