فهرس الكتاب
الصفحة 659 من 775

وهذه المسألة إنما حدث الخوض فيها بسبب الإرجاء الذي ظهر في الأمة بفعل أهل الأهواء، ولهذا عد السلف سؤال الرجل عن إيمانه بدعة، وفصلوا في جوابه (1) .

يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله لمن سأله عن الرجل يسأل غيره أمؤمن أنت؟:"إن المسألة عما تسأل عنه بدعة، والشهادة به تعمق لم نكلفه في ديننا، ولم يشرعه نبينا، ليس لمن يسأل عن ذلك فيه إمام، القول به جدل، والمنازعة فيه حدث" (2) .

هذا، وجملة أقوال الناس في هذه المسألة ثلاثة:

أحدها: القول بتحريم الاستثناء في الإيمان، وهو قول الجهمية (3) ، والمرجئة (4) ، والماتريدية (5) ، وبعض الأشاعرة (6) .

قالوا: لأن الإيمان شيء واحد يعلمه الإنسان من نفسه، ومن استثنى فقد شك، والشك في الإيمان كفر (7) .

وثانيها: القول بوجوب الاستثناء في الإيمان، وهو قول الكلابية (8) ، وجمهور الأشاعرة (9) .

قالوا: لأن الإيمان هو ما مات عليه الإنسان، وكذلك الكفر هو ما مات عليه الإنسان، أما قبل ذلك فلا عبرة به، وإنما العبرة بالموافاة (10) .

(1) انظر: السنة للخلال (3/ 601) ، الشريعة (2/ 656) ، الإبانة الكبرى، تحقيق: نعسان (2/ 877) ، مجموع الفتاوى (7/ 448) .

(2) انظر: الإبانة الكبرى، تحقيق: نعسان (2/ 882) .

(3) انظر: مجموع الفتاوى (7/ 429) .

(4) انظر: المصدر السابق (7/ 429) .

(5) انظر: التوحيد للماتريدي (ص 388) ، تأويلات أهل السنة (ص 265) ، بحر الكلام (ص 40) .

(6) انظر: أصول الدين للبغدادي (ص 253) .

(7) انظر: المصادر السابقة.

(8) انظر: مجموع الفتاوى (3/ 289) (7/ 430) ، الاستقامة (1/ 150) .

(9) انظر: أصول الدين (ص 253) ، شرح المقاصد (5/ 214) ، المسامرة شرح المسايرة (ص 283) .

(10) انظر: المصادر السابقة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام