وأدلة ذلك متظافرة من الكتاب والسنة:
فمن الكتاب: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) } [فاطر: 36] .
وقوله سبحانه: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) } [المائدة: 37] .
وقوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ} [الشورى: 45] .
ومن السُّنَّة: قوله -صلى الله عليه وسلم-:"يدخل أهل الجنة الجنة، وبدخل أهل النار النار، ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، كل خالد فيما هو فيه" (1) .
وقوله -صلى الله عليه وسلم-:"أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم -أو قال بخطاياهم- فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحمًا أذن بالشفاعة ..." (2) .
والقولان الآخران لا تنهض أدلتهما لمعارضة هذه الأدلة الصريحة، والجواب عنها يطول المقام بتسطيره، وما ذكره ابن حجر في كلامه السابق يغني عن إعادته.
وأما ما ذكره ابن حجر عن شيخ الاسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ من القول بفناء النار، فالجواب عنه:
أن الناس على اختلاف مشاربهم قد اختلفوا في موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من هذه المسألة، وذهبوا في ذلك ثلاثة مذاهب:
الأول: من ينفي قوله بفناء النار.
(1) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب (4/ 2049) برقم (6544) ، ومسلم، كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفة (4/ 2189) برقم (2850) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- به.
(2) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة (1/ 172) برقم (185) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- به.