وقال: حسن غريب (1) .
وفي مرسل ضعيف زيادة اثنين آخرين وهما: ناكور ورومان (2) .
فعليه يكون الملائكة الذين يسألون أربعة.
وفي صفتهما ... حديث ابن حبان والترمذي:"يأتيه ملكان أسودان أزرقان" (3) .
وبما تقرر عُلِمَ أن منكرًا ونكيرًا هما اللذان يسألان المؤمن وغيره ...
وظاهر الأحاديث هو السؤال لسائر الناس بالعربية، نظير ما مر أنه لسان أهل الجنة، إلا إن ثبت خلاف ذلك، ولا يستبعد تكلم غير العربي بالعربية؛ لأن ذلك الوقت وقت تخرق فيه العادات ..." (4) ."
التقويم:
تعددت الروايات في بيان من يتولى سؤال المقبور، فورد ذكره في بعضها كرواية:"يأتيه مَلَك"، ورواية:"يأتيه ملكان"، ورواية:"يأتيه آت"، ولم يذكر في بعضها الآخر كرواية:"يُؤتى"، ورواية:"يُسأل"، ورواية:"يُقال له".
قال العلامة القرطبي - رحمه الله:"لا تعارض في ذلك - والحمد لله - بل كل ذلك صحيح المعنى:"
(1) يشير إلى حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وفيه:"إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير ...".
والحديث أخرجه الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (3/ 383) برقم (1071) ، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 403) برقم (864) ، وابن حبان (7/ 386) برقم (3117) ، والبيهقي في عذاب القبر (ص 69) برقم (68) ، والآجري في الشريعة (3/ 1288) برقم (858) كلهم من حديث سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به.
قال الترمذي:"حديث أبي هريرة حديث حسن غريب".
وقد أورده الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 379) برقم (1391) وقال:"إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم".
(2) انظر: اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/ 437) ، تنزيه الشريعة (2/ 372) .
(3) سبق تخريجه في حاشية رقم (1) من هذه الصفحة.
(4) الفتاوى الحديثية (ص 21) .