فهرس الكتاب
الصفحة 341 من 775

السفلي والعلوي طرفة عين (1) .

د- أن نزول أمره ورحمته لا يكون إلا منه، وحينئذ فهذا يقضي أن يكون هو فوق العالم، فتأويله نفسه يبطل مذهبه (2) .

وأما تأويله بنزول بعض ملائكته فمتعقب بما يلي:

أ- أن أحاديث النزول صريحة في نسبة النزول لله تعالى بما لا يحتمل تأويل نزوله بنزول غيره (3) -كما سبق-.

ب- أن الأحاديث خصت النزول بجوف الليل وجعلت منتهاه إلى السماء الدنيا، والملائكة لا يختص نزولها بهذا الزمان ولا هذا المكان (4) .

جـ- أن الأحاديث الواردة في النزول جاء في بعض رواياتها"ثم يصعد"و"ثم يعلو"والملائكة تصعد في كل وقت لا يختص صعودها بطلوع الفجر (5) .

وأما ما عزاه ابن حجر إلى مالك وجعفر الصادق وغيرهما من السلف من تأويلهم النزول، فالجواب عنه أن يقال:"إن جميع هذه التأويلات مبتدعة، لم يقل أحد من الصحابة شيئًا منها، ولا أحد من التابعين لهم بإحسان، وهي خلاف المعروف المتواتر عن أئمة السنة والحديث وأحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة، ولكن بعض الخائضين بالتأويلات الفاسدة، يتشبث بألفاظ عن بعض الأئمة وتكون إما غلطًا وإما محرفة" (6) .

(1) انظر: التمهيد لابن عبد البر (7/ 143) ، مختصر الصواعق المرسلة (2/ 260) .

(2) انظر: رد الدارمي على بشر (1/ 500) ، شرح حديث النزول (ص 138) .

(3) انظر: شرح حديث النزول (ص 322) .

(4) انظر: المصدر السابق (ص 233) .

(5) انظر: المصدر السابق (ص 234) .

(6) المصدر السابق (ص 223) .

وانظر: في الرد على ما ذكره عن مالك خاصة: التمهيد (7/ 143) ، شرح حديث النزول (ص 210) ، مختصر الصواعق (2/ 261) ، سير أعلام النبلاء (8/ 15) ، وللاستزادة: منهج الإمام مالك في العقيدة للدعجان (ص 251) ، براءة الأئمة الأربعة للحميدي (ص 317) .

وأما ما ذكره عن جعفر الصادق فلم أقف على من ذكره غير ابن حجر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام