والقول بمقتضى ذلك هو ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة (1) ، وانعقد عليه إجماعهم (2) .
يقول الإمام البخاري رحمه الله:"لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحدًا منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص" (3) .
وقد اضطرب الأشاعرة في هذه المسألة وتعددت فيها أقوالهم، وذلك مبني على تعريفهم الإيمان بأنه مجرد التصديق وإجماعهم على عدم دخول الأعمال في مسماه.
فقال بعضهم: بأن التصديق لا يقبل الزيادة ولا النقصان، ومن ثم منعوا ذلك في الإيمان.
وقال آخرون: التصديق يزيد بكثرة الدلائل ولا ينقص لأن نقصه شك، ومن ثم قالوا بزيادة الإيمان دون نقصه.
وقال جمهورهم: الإيمان يزيد وينقص، ولأصحاب هذا القول مسلكان في تقريره:
أحدهما: القول بأن التصديق الذي هو أصل الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والزيادة والنقصان إنما تكون في الأعمال التي هي ثمراته، فالزيادة والنقصان فيه ليست بحسب ذاته ولكن بحسب متعلقه.
(1) انظر: السنة لعبد الله بن أحمد (1/ 310) ، الإيمان لأبي عبيد (ص 72) ، الإيمان للعدني (ص 94) ، الإبانة الكبرى، تحقيق: نعسان (2/ 861) ، الشريعة (2/ 603) ، شرح أصول الاعتقاد (3/ 18) ، أصول السنة لابن أبي زمنين (ص 207) ، التبصر في الدين لابن جرير (ص 197) ، شرح السنة للبربهاري (ص 67) ، عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص 264) ، التمهيد (9/ 243، 252) ، مسائل الإيمان لأبي يعلى (ص 395) ، الاقتصاد في الاعتقاد للمقدسي (ص 181) ، مجموع الفتاوى (7/ 505) ، شرح الطحاوية (2/ 466) ، لوامع الأنوار البهية (1/ 411) ، وللاستزادة: زيادة الإيمان ونقصانه لعبد الرزاق العباد (ص 33 - 131) .
(2) انظر: شرح السنة للبغوي (1/ 38 - 39) ، التمهيد (9/ 238) مجموع الفتاوى (7/ 672) ، مدارج السالكين (1/ 421) .
(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 173 - 174) .