يقول الإمام الطحاوي - رَحِمَهُ اللهُ - في سياق عقيدتهم:"ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل - فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة" (1) .
ويقول أبو الحسن الأشعري - رَحِمَهُ اللهُ - وهو يعدد ما أجمع عليه السلف من الأصول:"وأجمعوا على السمع والطاعة لأئمة المسلمين، وعلى أن كل من ولي شيئًا من أمورهم عن رضى ورغبة وامتدت طاعته من بر وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل، وعلى أن يغزو معهم العدو، ويحج معهم البيت، وتدفع إليهم الصدقات إذا طلبوها، ويصلى خلفهم الجمع والأعياد" (2) .
ويقول الصابوني (3) - رَحِمَهُ اللهُ - في بيان عقيدة أهل الحديث:"ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام مسلم برًا كان أو فاجرًا، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة، وبرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية، ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف، ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الإمام العدل" (4) .
وكلام أئمة أهل السنة والجماعة في تقرير هذا الأصل كثير، وهو مبثوث في عقائدهم وكتبهم (5) .
(1) العقيدة الطحاوية مع شرحها (2/ 540) .
(2) رسالة إلى أهل الثغر (ص 296 - 297) .
(3) هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الصابوني الشافعي، من أئمة السلف وأعلامهم، من مؤلفاته: عقيدة السلف وأصحاب الحديث، الانتصار، الدعوات، توفي سنة 449 هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (18/ 40) ، شذرات الذهب (3/ 282) .
(4) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص 294) .
(5) انظر: شرح السنة للبربهاري (ص 69 - 71) ، اعتقاد أهل السنة للإسماعيلي (ص 75، 76) ، أصول السنة لابن أبي زمنين (ص 275 - 276) ، الشرح والإبانة لابن بطة (ص 278 - 280) ، مجموع الفتاوى (35/ 5 - 7) ، شرح الطحاوية (2/ 540) وما بعدها.