فهرس الكتاب
الصفحة 209 من 775

التقويم:

البناء على القبور من ذرائع الشرك الموصلة له، ووسائله المفضية إليه، ولهذا جاءت النصوص بالتحذير من ذلك، والأمر بإزالته (1) .

فقد روى أبو الهياج الأسدي (2) -رَحِمَهُ اللهُ- أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال له:"ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته" (3) .

وثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنه قال:"نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه" (4) .

وروى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-:"أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يبنى على القبور، أو أن يقعد عليها، أو يصلى عليها" (5) .

واتفق أهل العلم- رحمهم الله- على النهي عن ذلك والتحذير منه.

يقول العلامة الشوكاني (6) -رَحِمَهُ اللهُ-:"اعلم أنه اتفق الناس سابقهم"

(1) انظر: الدرر السنية (5/ 140) ، مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (1/ 246) ، النبذة الشريفة (ص 123) وما بعدها، تيسير العزيز الحميد (ص 332) وما بعدها.

(2) هو حيان بن حصين أبو الهياج الأسدي الكوفي، تابعي ثقة، روى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

انظر: طبقات ابن سعد (6/ 223) ، تهذيب الكمال (7/ 472) .

(3) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر (2/ 666) برقم (969) .

(4) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه (2/ 667) برقم (970) .

(5) أخرج ابن ماجه الشاهد منه في كتاب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها (1/ 498) برقم (1564) ، وأخرجه بتمامه أبو يعلى في المسند (2/ 297) برقم (1020) من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي سعيد به.

والحديث رجاله ثقات، غير أن فيه انقطاعًا فإن القاسم بن مخيمرة لم يسمع من أبي سعيد، وبهذا أعله البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 41) ، والألباني في أحكام الجنائز (ص 206 - 207) ، إلا أن ما دل عليه الحديث ثابت متقرر بأحاديث أخرى ومنها الأحاديث المتقدمة.

(6) هو محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني ثم الصنعاني، ففيه محدث، من مؤلفاته: التحف في مذاهب السلف، الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام