فهرس الكتاب
الصفحة 138 من 775

وحاصل ما ذكروه أن:

لا: نافية للجنس.

وإله: اسمها مبني على الفتح؛ لأنه مفرد نكرة تضمن معنى الحرف.

واختلفوا في خبرها هل هو مذكور أم محذوف؟

فقال بعضهم: خبرها مذكور، وهو جملة الاستثناء (إلا الله) .

وقال آخرون: خبرها محذوف، وهو الصواب، ثم اختلف هؤلاء في تقديره:

فقدره بعضهم بكلمة (موجود) .

وبعضهم بكلمة (ممكن) .

وبعضهم بكلمة (لنا) .

وبعضهم بكلمة (معبود) .

وبعضهم بكلمة (حق) .

والصواب تقديره بكلمة (حق) ؛ لأن المعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى وحده أما غيره من المعبودات فهي موجودة لكنها باطلة، كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: 62] .

وإلا: أداة استثناء.

والله: لفظ الجلالة بدل من لفظ الإله، بدل بعض من كل (1) .

وبناء على ما سبق فما ذكره ابن حجر - عفا الله عنه - من كون الخبر في لا إله إلا الله مقدر بكلمة موجود باطل من وجوه، منها:

1 -أن تقدير الخبر بكلمة (موجود) لا ينفي إمكان وجود إله دونه سبحانه فيما يستقبل (2) ، وجوابه عن ذلك وإن كان ينفي هذا الاعتراض فإنه لا ينفي الاعتراض الآخر بعده، كما أن ورود الاعتراض بحد ذاته وإن

(1) انظر: مسألة في كلمة الشهادة (ص 135 - 164) ، وإعراب لا إله إلا الله لابن هشام (ص 47 - 65) ، ورسالة في معنى لا إله إلا الله للزركشي (ص 64 - 87) ، والتجريد في إعراب كلمة التوحيد (ص 15 - 31) ، وعجالة ذوي الانتباه (ص 198 - 208) .

(2) انظر: التجريد في إعراب كلمة التوحيد (ص 19 - 20) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام