س: ما هو وجه استدلال المؤلف بقوله تعالى {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وأداء إليه بإحسان} في هذا الفصل؟ وما معنى قوله تعالى {فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} ؟
ج: 1 - استدل بالآية على أن سبحانه سمى القاتل أخًا للمقتول مع أن القتل كبيرة من كبائر الذنوب ومع هذا لم تَزُل معه الأخوة الإيمانية.
2 -ومعنى الآية: أن الجاني إذا عفا عنه المجني عليه أو وليه عن القصاص ورضي بأخذ المال في الدية فعلى مستحق المال أن يطلبه بالمعروف من غير عنف، وعلى من عليه المال أن يؤديه إليه من غير مماطله.
س: وكذلك ذكر المؤلف قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} وقوله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصلِحوُا بَينَ أخَوَيكُم} فما هو وجه استدلاله بهاتين الآيتين الكريمتين؟
ج: الاستدلال من الآيتين الكريمتين أنه سماهم مؤمنين مع وجود الاقتتال والبغي بينهم، وسماهم إخوة للمؤمنين بقوله: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} ، وقال. وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} بمعنى: إنهم يرجعون إلى أمر واحد هو الإيمان فهم إخوة في الدين.
س: بين المعنى الإجمالي لقوله تعالى في الآية الكريمة {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} ؟
ج: معنى الآية إجمالاً:
1 -أنه إذا تقاتل فريقان من المسلمين فعلى المسلمين أن يسعوا في الصلح بينهم ويدعوهم إلى حكم الله.
2 -فإن حصل بعد ذلك التعدي من إحدى الطائفتين على الأخرى ولم تقبل الصلح، كان على المسلمين أن يقاتلوا هذه الطائفة الباغية حتى ترجع إلى أمر الله وحكمه.
3 -فإن رجعت تلك الطائفة عن بغيها وأجابت الدعوة إلى كتاب الله وحكمه، فعلى المسلمين أن يعدلوا بين الطائفتين في الحكم، ويتحرروا الصواب المطابق لحكم الله، ويأخذوا على يد الطائفة الظالمة حتى تخرج من الظلم وتؤدي ما يجب عليها للأخرى، آمراً سبحانه المسلمين أن يعدلوا في كل أمورهم بعد أمرهم بهذا العدل الخاص بالطائفتين المقتتلتين فقال: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} أي: اعدلوا إن الله يحب العادلين.