س: ما هي أقوال الطوائف الإسلامية - التي ضلت في باب القدر - في أفعال العباد؟
ج: 1 - ذهبت طائفة منهم إلى الغلو في إثبات القدر حتى سلبوا العبد قدرته واختياره، ويقال لهذه الطائفة: (الجبرية) ؛ لأنهم يقولون: إن العبد مجبر على ما يصدر منه لا اختيار له فيه.
2 -ذهبت الطائفة الثانية إلى الغلو في إثبات أفعال العباد واختيارهم حتى جعلوهم هم الخالقين لها ولا تعلق لها بمشيئة الله ولا تدخل تحت قدرته، ويقال للطائفة الثانية: (القدرية النفاة) لأنهم ينفون القدر.
س: وما هو سبب ضلال هاتين الفرقتين؟
ج: لزعمهم أن إثبات القدر بجميع مراتبه السابقة، وإثبات كون العباد يفعلون باختيارهم ويعملون بإرادتهم، يلزم منه التناقض!
س: ما هي الآية التي استدل بها المؤلف رحمه الله في الرد على الطائفتين؟
ج: استدل الشيخ في الرد على الطائفتين بقوله تعالى: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} :
1 -فقوله تعالى: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} فيه الرد على الجبرية لأنه أثبت للعباد مشيئة وهم يقولون لا مشيئة لهم، [كما أنه] لو كان كذلك لما صح وصفهم بها؛ لأن فعل المجبر لا ينسب إليه ولا يوصف به، ولا يستحق عليه الثواب أو العقاب.
2 -وقوله: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فيه الرد على القدرية القائلين بأن مشيئة العبد مستقلة بإيجاد الفعل من غير توقف على مشيئة الله، وهذا باطل لأن الله علق مشيئة العباد على مشيئته سبحانه وربطها بها.