فهرس الكتاب
الصفحة 126 من 177

س: ما هي أقوال الطوائف الإسلامية - التي ضلت في باب القدر - في أفعال العباد؟

ج: 1 - ذهبت طائفة منهم إلى الغلو في إثبات القدر حتى سلبوا العبد قدرته واختياره، ويقال لهذه الطائفة: (الجبرية) ؛ لأنهم يقولون: إن العبد مجبر على ما يصدر منه لا اختيار له فيه.

2 -ذهبت الطائفة الثانية إلى الغلو في إثبات أفعال العباد واختيارهم حتى جعلوهم هم الخالقين لها ولا تعلق لها بمشيئة الله ولا تدخل تحت قدرته، ويقال للطائفة الثانية: (القدرية النفاة) لأنهم ينفون القدر.

س: وما هو سبب ضلال هاتين الفرقتين؟

ج: لزعمهم أن إثبات القدر بجميع مراتبه السابقة، وإثبات كون العباد يفعلون باختيارهم ويعملون بإرادتهم، يلزم منه التناقض!

س: ما هي الآية التي استدل بها المؤلف رحمه الله في الرد على الطائفتين؟

ج: استدل الشيخ في الرد على الطائفتين بقوله تعالى: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} :

1 -فقوله تعالى: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} فيه الرد على الجبرية لأنه أثبت للعباد مشيئة وهم يقولون لا مشيئة لهم، [كما أنه] لو كان كذلك لما صح وصفهم بها؛ لأن فعل المجبر لا ينسب إليه ولا يوصف به، ولا يستحق عليه الثواب أو العقاب.

2 -وقوله: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فيه الرد على القدرية القائلين بأن مشيئة العبد مستقلة بإيجاد الفعل من غير توقف على مشيئة الله، وهذا باطل لأن الله علق مشيئة العباد على مشيئته سبحانه وربطها بها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام