س: قال المؤلف رحمه الله: إنه سبحانه: (قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات) لكن نفي ماذا؟ وإثبات ماذا؟
ج: نفي ما يضاد الكمال من أنواع العيوب والنقائص كنفي الند والشريك والسنة والنوم والموت واللغوب.
وأما الإثبات فهو إثبات صفات الكمال ونعوت الجلال لله.
كقوله تعالى في الآيتين (23 ـ 24) من سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الخالق الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
س: من الآيات التي جمعت بين النفي والإثبات سورة الإخلاص، وضح ذلك؟
ج: {اللَّهُ أَحَدٌ} أي واحد لا نظير له ولا وزير ولا مثيل ولا شريك له. {اللَّهُ الصَّمَدُ} أي: السيد الذي كمل في سؤدده وشرفه وعظمته وفيه جميع صفات الكمال، والذي تصمد إليه الخلائق وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها.
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} أي ليس له ولد ولا والد. وفيه الرد على النصارى ومشركي العرب الذين نسبوا لله الولد. {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} أي ليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير.
فتضمنت وجمعت بين النفي والإثبات في قوله: {اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} إثبات. وقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} نفي.
س: من الآيات التي جمعت بين النفي والإثبات آية الكرسي، وضح ذلك؟
تضمنت إثبات صفات الكمال ونفي النقص عن الله، ففي قوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} نفي الإلهية عما سواه وإثباتها له.
وفي قوله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إثبات الحياة والقيومية [1] له.
وفي قوله: {لاَ تَاخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} نفي السِّنَة [2] والنوم عنه.
وفي قوله: {لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} إثبات ملكيته الكاملة للعالمين العلوي والسفلي.
(1) قال الشيخ: (( {الْقَيُّومُ} أي: القائم بنفسه المقيم لغيره، فهو غني عن خلقه، وخلقه محتاجون إليه ) ).
(2) قال الشيخ: (( السنة: النعاس وهو نوم خفيف ويكون في العين فقط والنوم أقوى من السنة، وهو أخو الموت ويكون في القلب ) ).