فهرس الكتاب
الصفحة 86 من 177

فصل: الإيمان بأنه قريب مجيب

س: ما هي الآية التي جمع الله سبحانه فيها بين قربه وإجابته؟ وما هو سبب نزولها؟

ج: جمع سبحانه بين كونه (القريب) أي: من خلقه (المجيب) لدعائهم في قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} .

وورد في سبب نزول هذه الآية: أن رجلًا جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم. فنزلت هذه الآية، {فإني قريب} من الداعي {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} .

س: اذكر أدباً واحداً فقط مما ترشدنا إليه الآية السابقة؟

ج: الإرشاد إلى المناجاة في الدعاء بدون رفع الصوت، كما في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) .

س: هل هناك أي منافاة بين علو الله وبين قربه تعالى؟

ج: لا يوجد، بل هذا القرب لا يناقض علوه، لوجوه:

أ - لأن الكل حق والحق لا يتناقض؛ فإن كونه سبحانه (علياً في دنُوِّه [1] ، قريباً في عُلُوِّه [2] قد دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وأجمع عليه علماء الملة وهو من خصائصه سبحانه.

ب - ولأن الله تعالى: {ليس كمثله شيء} في جميع نعوته [3] ، فلا يقال: (إذا كان فوق خلقه فكيف يكون معهم؟!) ؛ لأن هذا السؤال ناشئ عن تصور خاطئ هو قياسه سبحانه بخلقه وهذا قياس باطل، لأن الله سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} .

ج - أن القرب والعلو يجتمعان في حقه؛ لعظمته وكبريائه وإحاطته وأن السموات السبع في يده كخردلة في يد العبد، فكيف يستحيل في حق من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه ويقرب من خلقه كيف يشاء وهو على العرش.

(1) أي: في حال قربه من خلقه

(2) أي: قريب من خلقه في حال علوه على عرشه.

(3) أي: صفاته

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام