فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 177

وفي قوله: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} نفي الشفاعة عنده بغير إذنه لكمال عظمته وغناه عن خلقه. [1]

وفي قوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} إثبات كمال علمه لكل شيء ماضيًا أو مستقبلًا.

وفي قوله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} بيان حاجة الخلق إليه وإثبات غناه عنهم.

وفي قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} إثبات كرسيه وإثبات كمال عظمته وجلالته وصغر المخلوقات بالنسبة إليه.

وفي قوله: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} نفي العجز والتعب عنه سبحانه.

وفي قوله: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} إثبات العلو والعظمة له سبحانه.

س: بم فسر النبي صلى الله عليه وسلم قوله سبحانه: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ؟

ج: فسرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الذي رواه مسلم أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء. وأنت الآخر فليس بعدك شيء. وأنت الظاهر فليس فوقك شيء. وأنت الباطن فليس دونك شيء) ، فقد فسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الأسماء الأربعة بهذا التفسير المختصر الواضح.

س: في الأسماء الحسنى في الآية المباركة السابقة إحاطته سبحانه من كل وجه، بين ذلك:

ج: 1 - أن في اسميه (الأول والآخر) : إحاطته الزمانية.

2 -وفي اسميه (الظاهر والباطن) إحاطته المكانية.

قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (فهذه الأسماء الأربعة متقابلة: اسمان لأزليته وأبديته سبحانه، واسمان لعلوه وقربه، فأوليته سبحانه سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته سبحانه ثابتة بعد آخرية كل ما سواه. فأوليته: سبقه لكل شيء، وآخريته: بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريته: فوقيته وعلوه على كل شيء. ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء ما علا منه. وبطونه سبحانه: إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه وهذا قرب الإحاطة العامة) . اهـ

3 -وكذلك قوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أي: قد أحاط علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة، ومن العالم العلوي والسفلي ومن الظواهر والبواطن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

(1) قال الشيخ: (( الشفاعة: سؤال الخير للغير، بمعنى أن يسأل المؤمن ربه أن يغفر ذنوب وجرائم بعض المؤمنين. لكنها ملك لله سبحانه فلا تكون {إِلاَّ بِإِذْنِهِ} أي: بأمره وذلك لكبريائه وعظمته سبحانه وتعالى لا يستطيع أحد أن يتقدم إليه بالشفاعة عنده لأحد إلا بعد أن يأذن ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام