س: لماذا خصص المؤلف رحمه الله هاتين المسألتين؟
ج: خصص المصنف رحمه الله هاتين المسألتين: (الاستواء على العرش ومعيته للخلق) بالتنبيه ليزيل الإشكال فقد يتوهم وجود التنافي بينهما فقد يظن الظان أن ذلك مثل صفات المخلوقين وأنه مختلط بهم [فيثير شبهة] ويقول: كيف يكون فوق خلقه مستويًا على عرشه، ويكون مع خلقه قريبًا منهم بدون مخالطة.
س: وبِمَ يُجاب عن هذه الشبهة؟
ج: الجواب عن هذه الشبهة -كما وضحه المؤلف رحمه الله - من وجوه:
1 -الوجه الأول: أن هذا لا توجبه لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم؛ فإن كلمة (مع) في اللغة لمطلق المصاحبة لا تفيد اختلاطًا وامتزاجًا ولا مجاورة ولا مماسة. فإنك تقول: زوجتي معي، وأنت في مكان وهي في مكان آخر. وتقول: ما زلنا نسير والقمر معنا، وهو في السماء ويكون مع المسافر وغير المسافر أينما كان، وإذا صح أن يقال هذا في حق القمر وهو مخلوق صغير، فكيف لا يقال في حق الخالق الذي هو أعظم من كل شيء؟
2 -الوجه الثاني: أن هذا القول خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم (وهم القرون المفضلة) الذين هم القدوة، فقد أجمعوا على أن الله مستو على عرشه عال على خلقه بائن منهم، وأجمعوا على أنه مع خلقه بعلمه سبحانه وتعالى. كما فسروا قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} بذلك.
3 -الوجه الثالث: أن هذا خلاف ما فطر الله عليه الخلق، أي: ركزه في فطرهم. فإن الخلق فطروا على الإقرار بعلو الله سبحانه على خلقه فإن الخلق يتجهون إلى الله عند الشدائد والنوازل نحو العلو لا تلتفت يمنة ولا يسرة من غير أن يرشدهم إلى ذلك أحد، وإنما ذلك موجب الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
4 -الوجه الرابع: أن هذا خلاف ما أخبر الله به في كتابه وتواتر [1] عن رسوله من أنه سبحانه وتعالى على عرشه علي على خلقه وهو معهم أينما كانوا، والله أعلم.
س: قال المؤلف رحمه الله: (وهو سبحانه فوق عرشه رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم) ما معنى اسمي الله تعالى (الرقيب) و (المهيمن) ؟ وما سبب استشهاد المؤلف بهما؟
(1) المتواتر من النصوص: هو ما رواه جماعة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء)