س: ما سبب وضع المؤلف لهذا الفصل وما علاقته بما سبق؟
ج: أنه لما بين الشيخ ـ رحمه الله ـ موقف أهل السنة والجماعة من النصوص الواردة في الكتاب والسنة في صفات الله تعالى، أراد أن يبين مكانتهم بين فرق الأمة حتى يعرف قدرهم وفضلهم بمقارنتهم بغيرهم.
فإن الضدَّ يُظهِر حُسنَه الضدُّ وبضدها تتبين الأشياء
س: قال المؤلف رحمه الله واصفاً أهل السنة: (بل هم الوسط في فرق الأمة) فما معنى (الوسط) ؟
ج: قال في المصباح المنير: الوسط بالتحريك: المعتدل والمراد بالوسط هنا العدل الخيار. قال تعالى في الآية (143) من سورة البقرة: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} ، فأهل السنة وسط بمعنى:
1 -أنهم عدول خيار.
2 -وبمعنى أنهم متوسطون بين فريقي الإفراط والتفريط، فهم وسط بين الفرق المنتسبة للإسلام التي انحرفت عن الصراط المستقيم فغلا بعضها وتطرف، وتساهل بعضها وانحرف.
س: أهل السنة وسط في باب الأسماء والصفات بين فرقتين، فما هما هاتان الفرقتان؟
ج: أهل السنة والجماعة: (وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل) .
1 -فالجهمية [1] غلوا وأفرطوا في التنزيه، حتى نفوا أسماء الله وصفاته حذرًا من التشبيه بزعمهم، وبذلك سموا معطلة؛ لأنهم عطلوا الله من أسمائه وصفاته.
2 - (وأهل التمثيل المشبهة) غلوا وأفرطوا في إثبات الصفات حتى شبهوا الله بخلقه ومثلوا صفاته بصفاتهم (تعالى الله عما يقولون) .
س: كيف توسط أهل السنة بين المعطلة والمشبهة؟
ج: أهل السنة توسطوا بأن أثبتوا صفات الله على الوجه اللائق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل، فلم يغلوا في التنزيه ولم يغلوا في الإثبات، بل نزهوا الله بلا تعطيل، وأثبتوا له الأسماء والصفات بلا تمثيل.
(1) نسبة إلى الجهم بن صفوان الترمذي.